بين الثائر والمغامر .....!!!!

ما بين الثائر والمغامر فاصل من الوعي .... فاصل من القناعة والايمان .. فاصل من الالتزام والانضباط .... فاصل من التخطيط والتنفيذ .... فاصل من النضج والتفكير والتدبير ؟؟؟؟ الثائر ذاك المناضل الذي حمل روحه على اكفه تاركا لعقله الدور في فن الحافظ والتعامل مع الخصم بافضل وادق الطرق التي تحدث قوة فعلها فتصيب منه رعبا جراء الخسائر التي الحقت به مع سرعة الالتفات الى حماية الذات والحفاظ عليها دون الوقوع في المحظور وشراك الخصم لاطول فاصل زمني ... واذا كانت الثورة هي تغيير الواقع السلبي الفاسد الى واقع ايجابي صحي .. تغيير جذري لواقع مظلم وظالم الى واقع عدل ونور فان الثائر هو اداتها الرئيس المؤتمن على هذا التغيير وما انجز منه في متوالية من التراكمات والانتصارات حتى الانتصار الساحق والاخير والتحرير ومن ثم التخلص من عوالق المرحلة وشوائبها استمرارا في حمايتها ومنجزاتها بما يرفع من مكانة المجتمع وياخذ بيده الى التقدم والازدهار والرخاء .... هذا الثائر ما يميزه عن غيره في انه يتسلح بقناعتين راسختين لا تنفصم عراهمها عن كلاهما او كلاهما عن شخصية الثائر .
قناعة بايمانية حتمية النصر وقناعة جاهزية الاستعداد الدائم للتضحية واذا ما اشرابت منهما الروح الثائرة فان الابداع والتمايز في العطاء يكون ابز ملامح هذه الشخصية .
وفي مقابل هذه الشخصية المتمترسة في الوعي والنضال تقف شخصية مهزوزة مهزومة تفتقد الى الاستقرار والثبات ؟؟؟ لا تملك من الوعي الا الشطط والاوهام ولا من الايمان الا الا المفاخر والمجاهرة تارة ينتابها شعور يجنح الى اقسى اليسارية في التطرف والمغالاة في حب الظهور واخرى تجنح الى اقصى اليمين في حالة من النكوص والانكفاء والاحباط الناجم عن عدم تحقيق شيء .
هذه الشخصية المغامرة تترنح بين المصلحة الذاتية وارتباط روح الثورة بالحديث عن بطولاتها الوهمية وقصصها الخيالية وكانها من شق للثورة دربها ومن حمل الروح الابية وحدها رابطة مصير الثورة بمزاجيتها وحالتها ان كانت متعكرة او صافية فتتهم الكل بالقصور وتشكك في الكل وتتطلع الى الكل من نفس مغرور ضمن سياق العظمة وجنونها ومن شدة تهورها وعدم نضجها قد تقتل ذاتها فتنال من نفسها مقتلا في حالة من الانفعالية بلا ادراك ولا تفكير ....ّ!!! في الوقت ذاته ترى الثورة ومسيرتها من بين رمشيها فلا تتقبل تتقبل النقد وتعتبره نوعا من الدونية والانحطاط وتصنفه في دائرة الحسد والغيرة والتامر والعداء معتبرة نفسها بانها خارج نطاق الخطر ...
ان الروح المغابرة في الثورة تقودها الى الهلاك جراء انفعالها وخطواتها الغير مدروسة والتي تاتي في اغلبها كردود افعال على فعل حاصل في جنباتها تجتمع الانتهازية والتطهرية ومنها تنمو بذور الفساد والعقم الثوري في لحظات الهدوء ترغي وتزبد وتؤجج ومع الازمات تثور تهدد وتتوعد وفي خطوات الاقدام تعتلى على قوافل الثوار وفي النكوص والتراجع تسلط لسانها في النقد اللاذع جامعة بين الشماتة في القيادة وسوء تدبيرها ومبرزة نفسها كما لو انها هي المنقذ من كل الاشرار .
سمتان في الثائر الحقيقي لا تلتقيان ... الثائر بما يملك من ارادة ووعي واحترام الذات وروح الجماعة والقناعة والايمان والجاهزية والمغامر الذي يعتمد الفردية والانانية والفوضوية طريق الخلاص وشتان ايها الاخوة بين السمتان في هاتان الشخصيتان فاذا كان الالتزام والانضباط سلوك الثائر فان المغمر سلوكة عبثيء يستند الى الارتجال والفوضى واذا كان الثائر يلتزم بالخطة بمنتى الدقة مع ما يمتلكه من خبرة فان المغامر لا يركن الا لغروره وفرديته وجموحه .
وشتات وشتان بين الثائر والمغامر ولنا في مسيرة الثورة دروس وعبرة
وثورة حتى النصر