ياسر عرفات أول من رأى “خيوط العنكبوت” الزعيم الفلسطيني كما يراه موشيه يعلون في كتابه
ياسر عرفات أول من رأى “خيوط العنكبوت” الزعيم الفلسطيني كما يراه موشيه يعلون في كتابه “درب طويل قصير”
يؤكد موشيه يعلون قائد أركان جيش الاحتلال “الإسرائيلي” سابقاً، أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي صادفت قبل أيام ذكرى رحيله الرابعة، قد استخدم اتفاق أوسلو محطة في طريقه لإبادة “إسرائيل” موضحاً أنه تبنى نظرية “خيوط العنكبوت” قبل السيد حسن نصر الله والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد.
وكشف أن “إسرائيل” كرست جهوداً كبيرة لاستهداف الرئيس الراحل ياسر عرفات خلال اجتياح بيروت عام ،1982 لكنها فشلت في رصده إلا في يومه الأخير وهو يستقل السفينة التي أقلته والمقاتلين الفلسطينيين إلى تونس.
ويشير يعلون في كتابه الجديد “درب طويل قصير” إلى أنه شارك في حرب لبنان الأولى قائدا للوحدة الخاصة التابعة لهيئة الأركان (“سييرت متكال”) التي أنيطت بها مهمة البحث عن ياسر عرفات.
ويوضح أن الوحدة لم تتمكن من رصد عرفات في بيروت الغربية طيلة الحرب سوى في يومه الأخير في بيروت، ويتابع “رصدته بندقية قناص وهو يعتلي السفينة في ميناء بيروت عن بعد 180 متراً ما مكننا من استهدافه بشكل مؤكد، لكننا لم نحصل على مصادقة قيادة الجيش على إطلاق النار عليه”.
يشدد يعلون خلال استعراضه لمسيرة الصراع مع الفلسطينيين ومحاولات التسوية معهم، على أن الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يعترف ب”إسرائيل” كدولة يهودية ولم يتخل عن خطته المرحلية للإجهاز عليها، معتبرا اتفاقية أوسلو مجرد محطة فيها.
ويشير يعلون الذي شغل رئاسة الاستخبارات العسكرية (أمان)، إلى أن عرفات لم يتنازل عن ثقافة المقاومة ولم يدفع نحو تسليم الفلسطينيين ب”إسرائيل”، ويتابع “لاحظت فرقا شاسعا بين الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أراد التوصل لاتفاق وأعد شعبه وجيشه له، فيما واصل عرفات ببلاغته الجهادية فتحدث بالانجليزية عن “سلام الشجعان” وبالعربية تحدث عن مواصلة الكفاح والجهاد.
ويشير يعلون إلى أن برامج التعليم والخرائط الفلسطينية بعد أوسلو ظلت تعتبر تل أبيب مستوطنة كمستوطنة “ألون موريه” في الضفة الغربية، فيما اعتبرت حيفا مدينة فلسطينية.
ويتهم عرفات بالتستر على ناشطي حركة المقاومة الإسلامية(حماس) واستخدام قدراتهم في استهداف “إسرائيل” بخلاف اتفاقات أوسلو. ويضيف. “امتنع عرفات عن مواجهة حماس رغم قدرته المؤكدة مثلما أثبت يوم وقعت أحداث مسجد فلسطين في غزة عام 4199_ وما لبث أن اعتقل قادتها في العام التالي”.
ويقول إنه أطلع رئيس الوزراء السابق اسحق رابين قبل اغتياله حول رؤيته لياسر عرفات، ولفت إلى أنه اقتنع بها وطلب تأجيل الضغط عليه ريثما ينتخب في انتخابات 1996 ،2001 لانه رجّح مواجهة مصاعب في مواجهة “الحركات الإرهابية” قبل انتخابه.
ويتابع يعلون “عقب الانتخابات رافقت رئيس الحكومة شيمون بيريز للقاء عرفات في حاجز إيرز وأطلعناه على قائمة المطلوب اعتقالهم، ولما ذكرت محمد ضيف كبير المطلوبين تظاهر عرفات بعدم معرفته. فسأل قائد الأمن الوقائي محمد دحلان: “محمد شو؟” فكان واضحا أنه يغرر بنا”.
ويتهم يعلون المعروف بمواقفه المتشددة القيادة “الإسرائيلية”، ويقول إن المشكلة تكمن فيها بما لا يقل عن عرفات لأنها ترفض مواجهة الحقيقة لخوفها من الاعتراف بفشل أسلوبها.
تسخين الوضع
ويشير يعلون إلى أن عرفات في الواقع لم يعدل الميثاق الوطني الفلسطيني بإزالة البنود التي تنفي الاعتراف ب”إسرائيل” وحقها في الوجود، وبخلاف ما نشر قام ب”مناورة” من خلال صياغة نص يمكنه من التهرب من التعديل المطلوب. ويتابع “في النص الإنجليزي لقرار المجلس الوطني الفلسطيني عام 1996 قيل إن التعديل يطبق فورا، فيما أتاح النص العربي للقرار الفهم بأن التغيير سيكون مستقبلا، وقيل لأعضاء المجلس الوطني إن النص العربي فحسب هو الملزم لهم”.
ويوضح يعلون أن رئيس الحكومة وقتذاك بيريز، رفض وجهة نظره حول المؤامرة واتهمه بالسوداوية قبل أن يبارك قرار المجلس الوطني الفلسطيني ويثني عليه. ويضيف “عرفات لم يكن وحيدا في تضليلنا لأننا نضلل أنفسنا”.
ويتهم يعلون عرفات بتسخين الأجواء في الضفة وغزة قبل فشل قمة كامب ديفد عام،2000 تمهيدا لإشعال حرب تمكنه من التخلص من اتفاق أوسلو وتسوية الدولتين التي تبقي 22% فقط من الارض بيد الفلسطينيين. ويضيف “التقى رئيس الوزراء إيهود باراك ياسر عرفات في رام الله في مايو/أيار1991 وبعد أيام أمر عرفات مروان البرغوثي بتسخين الأوضاع عشية الذكرى السنوية للنكبة”.
ويقول يعلون إن عرفات لم يكن مستعدا لقبول فكرة دولة الجوار الفلسطينية والاكتفاء بحدود الرابع من يونيو/حزيران ،67 موضحاً أن الزعيم الفلسطيني آمن بقدرته على ابتزاز “إسرائيل” بالقوة وتدريجيا.
مشهد مضحك..
ويقتبس يعلون عن الراحل فيصل الحسيني قوله إن اتفاقات أوسلو شكلت “حصان طروادة” للفلسطينيين الذين خرجوا من بطنه في انتفاضة القدس والأقصى عام ،2000 موضحا أن كتابات صخر حبش منظر حركة التحرير (فتح) تعزز ذلك.
ويقول يعلون إنه بعد اندلاع الانتفاضة الثانية أفشل عرفات محاولة لوقف النار. ويضيف “التقى باراك وعرفات ووزيرة الخارجية الأمريكية أولبرايت في بيت السفير الأمريكي في باريس نهاية العام 2000 ضمن جلسة مغلقة، وكانت أصوات الصراخ تتعالى من داخل الغرفة التي فتح بابها فجأة وخرج عرفات غاضبا، في ما كانت أولبرايت تركض خلفه قائلة : أوقفوه ..أوقفوه، وتابعته حتى أمسكت بكتفيه وأقنعته بالعودة بعدما جلس في سيارته بشق الأنفس وسط قهقهات الوفدين المرافقين الفلسطيني و”الإسرائيلي”.
ويتهم يعلون عرفات بالتهرب من اتفاق وقف النار الذي أنجز في باريس، فلم يحضر حفل توقيعه في تلك الليلة، ويقول إنه طالما جسد بكوفيته الثورة الفلسطينية حتى وفاته، ولم يكن بالإمكان الفصل بينه وبينها بعدما صاغ الفلسطينيين شعبا ووضعهم منذ الستينات على الخريطة العالمية رغم أخطائه والمناورات الكثيرة التي قام بها.
ويعتبر أن تشجيع عرفات للانتفاضة الثانية رغم اقتراب الفلسطينيين من بناء الدولة يدلل على رغبته في رفض تسوية الدولتين، ويرى بذلك استمرارا لرفض قراري التقسيم عامي 1937 و،1947 ويتهم محمود عباس بمواصلة نهج عرفات بأساليب مغايرة تحول ضعفه إلى قوة.
ها هوا القائد الفلسطيني الكبير الزعيم