قالت اللجنة التحضيرية الموسعة لعقد المؤتمر السادس لحركة فتح المنعقدة في العاصمة الأردنية عمان، ان نتيجة ما حدث في قطاع غزة على أيدي مليشيات حماس هو تصعيد الانقسام وتعميقه، وتجزئة الوطن، وتدمير ما تبقى من الوحدة الوطنية، والقضاء على التعددية السياسية والديمقراطية، تلك المقومات التي حافظت على وحدة شعبنا، وما تحقق لنا من مكتسبات عربية ودولية في الأربعين سنة الماضية، وما جسدته حركة فتح، ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقة الكفاح المسلح في أول كانون ثاني/يناير 1965.
ولفتت في بيان لها إلى ان ما قامت به مليشيات حركة حماس في غزة يقضي على روح التسامح وإجراءات استعادة الثقة التي انطلقت بدعوة المجلس الثوري لحركة فتح وتحرك فتح الذي توجه إعلان السيد الرئيس محمود عباس بدعوته للحوار بدون شروط مسبقة، والاستجابة الجزئية لحماس بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وبوقت الحملات الإعلامية المتبادلة.
وذكرت في بيانها ان 'ما قامت به حماس يحجب عنا المشاركة العربية والدعم العربي لوحدتنا بل ويحجب ثقة واحترام أبناء امتنا العربية، كما انه يضعف قضيتنا في المحافل الدولية كافة، ويحرمنا من دعم أصدقائنا ويصورنا في أسوأ صورة تهاون مع العدو واقتتال بين الأشقاء'.
وجاء في البيان:'شهد وطننا كما واجهت حركتنا المناضلة مأساة حقيقية في قطاع غزة ، فقد قامت حركة حماس ورجال أمنها ومليشياتها باعتداء غادر على تنظيمنا ومكاتبنا في القطاع في محاولة للقضاء على الحركة ، التي انطلقت تاريخيا من غزة، وصاحب هذا الهجوم الغادر اعتداء على المؤسسات السياسية والمدنية كافة، تحت شعارات تكفيرية لا تليق بقيمنا وتاريخنا، استهدفت إنهاء التعددية الفلسطينية والمعارضة السياسية، وفرض لون واحد على شعبنا في القطاع، وهو الشعب الذي واكب الديمقراطية والحوار الحر والمشاركة نضاله الطويل من اجل التحرير والعودة'.
وأضاف:' اعتقلت حماس قياديينا وفي مقدمتهم الدكتور زكريا الآغا والأخ إبراهيم أبو النجا، ومئات من كوادرنا الحركية المناضلة، واعتدي على بيت رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية للحركة الأخ سليم الزعنون، وكذلك على مكتب أمانة سر المجلس الثوري ومكاتب المرجعية الحركية صاحب ذلك كله نهب شامل للملفات والوثائق والأجهزة المكتبية والأثاث بل والنوافذ والأبواب بشكل يماثل ما حدث عند اجتياح حماس للقطاع في حزيران/يونيو من العام الماضي'.
وأشار البيان إلى انه في نفس الوقت 'قامت حماس وأجهزتها الأمنية باعتداء بشع على المؤسسات المدنية والجامعات، فتم اجتياح ونهب مائة وخمسين مؤسسة من المجتمع المدني جزء كبير منها كرّس لخدمة الطفولة والأمومة والأسرى، بما في ذلك كفالة الأيتام، كما تم الاعتداء على مكتب مجلس أمناء جامعة الأزهر ومكتب جامعة بيرزيت في غزة ونهب محتوياتهما، وانه واكب ذلك كله اعتقالات تخللها تعذيب وتشويه واهانة، واعتدي على حرمة البيوت والنساء والأطفال بشكل يندى له الجبين، وانتهى – مرحليا- بهجوم كاسح على حي الشجاعية وعائلاته المناضلة، ترتب عليه مقتل 14 وجرح المئات، وتدمير المنازل وترويع الآمنين'.
وأشار بيان اللجنة التحضيرية الموسعة لعقد المؤتمر السادس لحركة فتح ان 'هذه الهجمة تمت في زمان التهدئة الكاملة بين حماس والجيش الإسرائيلي, والذي تتصدى فيه قوات حماس لكل من يطلق رصاصة على جيش الاحتلال أو صاروخا'.
وقال البيان:' ورأينا أخيرا ذلك المشهد المفجع التي تقاسمت فيه حماس والقوات الإسرائيلية مطاردة 140 شابا فلسطينيا من أبناء عائلة حلس كبرى عائلات الشجاعية، ومن بينهم القائد المناضل احمد حلس 'أبو ماهر' ، سدت قوات حماس أمامهم الطريق إلى مصر، ودفعتهم باتجاه الحدود الإسرائيلية حيث أطلقت النار عليهم، ثم اعتقلوا وجردوا من ملابسهم وكبلوا وساقتهم اسرائيل إلى سجونها وأقبية التعذيب والاستجواب لمخابراتها في مشهد مستنسخ مما فعلته القوات الإسرائيلية بمناضلينا في سجن أريحا، وها هو المناضل احمد حلس يعاني ما عاناه المناضلان احمد سعادات وفؤاد الشوبكي في سجون وزنازين المخابرات الإسرائيلية، أما الذين تمكنوا من العودة إلى القطاع فهم الان في سجون وزنازين حركة حماس يتعرضون مثل إخوانهم المعتقلين في اسرائيل للقمع والتعذيب'.
وأكدت اللجنة التحضيرية إلى انه لا يمكن تبرير هذا المشهد المروع بالتفجير المدان لسيارة رجال حماس على شاطئ غزة، وهو جريمة إدانتها فتح، وتعتبرها جريمة يجب التحقيق فيها، ومحاكمة المتهمين بالقيام بها محاكمة عادلة وعلنية ليلقوا العقاب إذا أدينوا.
وتساءل بيان اللجنة:' أين هذا التحقيق القضائي المطلوب، من الاعتداء على الجامعات ومؤسسات الأطفال والمجتمع المدني وكيف تحول البحث عن المتهمين بارتكاب جريمة إلى عقاب جماعي ومحاولة آثمة للاجتثاث السياسي يوازي ما قامت به قوات الاحتلال عبر سنوات احتلالها الطويلة وبالأخص أثناء انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى'.
وقالت اللجنة 'لقد أدانت حركة فتح وسوف تستمر في إدانة الاقتتال وإراقة الدم الفلسطيني وكيف لنا ان نقتتل وأرضنا محتلة ومحاصرة وقدسنا تحت خطر التهويد، والاستيطان يأكل أرضنا ومستقبلنا ولا نجاة إلا بوحدتنا وشجاعة شعبنا وحكمة قيادتنا والتفاف أشقائنا العرب حولنا'.
وأشارت إلى انه 'أما غزة الحبيبة المحاصرة التي تعاني من الداخل والخارج فلن نتخلى عنها وعن شعبنا الصامد فيها وسنبذل كل الجهود لتخفيف آلامها وإنهاء حصارها، وفتح أبواب الأمل لأبنائها ولاستعادتها حرة أبية مناضلة تنعم بالحرية والأمان والتعددية والوحدة'.
وذكرت' إننا على ثقة بان القيادة برئيسها وبلجنتها المركزية تقوم الآن بدراسة الأوضاع المريرة، والمعطيات الفلسطينية والعربية والدولية، وأنها ستشرك في هذه الدراسة أشقاءنا في التنظيمات السياسية الفلسطينية وبخاصة شركاءنا في منظمة التحرير الفلسطينية والشخصيات الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، كما أنها ستشاور أشقاءنا العرب وصولا إلى الإجراءات والخطط الكفيلة باستعادة وحدة الوطن وشرعية حكومته، وبحماية غزة وشعبنا الصامد'.
موضوع: بيان صادرعن اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام لحركة فتح حول احد 
الخميس أكتوبر 09, 2008 2:07 pm
